ملخص البحث
تتميز ولاية الحمراء بطبيعة جيولوجية فريدة سواء من حيث التنوع والتضاريس. فالجبال الراسخة في مساحة هذه المنطقة تمثل عمرا جيولوجيا يقدر بأكثر 100 مليون عام. وتتنوع الصخور المكونة لهذه الجبال حيث تتواجد صخور القشرة المحيطية النارية والمعروفة بالأفيوليت والمنبثقة من الأعماق السحيقة للمحيط وهي عادة ما تكون مرتبطة مع ترسبات محيطية مختلفة عرفت محليا بمجموعة الحواسنة وتتواجد أجزاء من هذه الصخور في الولاية مكونة تضاريس متميزة بارتفاعاتها الشاهقة. وفوق كل ذلك و أكثر ما يشد الانتباه في ولاية الحمراء وجود الجبال الرسوبية الشامخة والتي تعتبر جزءا رئيسيا من مجموعه الحجر العظمى وهي تمثل تأريخا يقدر بأكثر من 140 مليون سنه. تتكون هذه المجموعة من طبقات مختلفة بعض الشي في طبيعة النشأة والتكوين. تشير الدراسات أن هذه المجموعة مرت بفترات وعمليات جيولوجية تمثلت في ترسبها على الجرف القاري وطغيان مياه البحر عليها لفترة أخرى ثم انحصاره. لقد مرت بالمنطقة حركات تكتونية وطبيعية متمثلة إجمالا في إصطدام القشرتين المحيطية والقارية وعمليات الترسيب والتعرية والصعود العظيم لهذه الجبال بالإضافة إلى العمليات الجيومرفولوجية المستمرة حيث أدت هذه العمليات إلى التكوين الجيولوجي الشامخ الراي للعيان حاليا. إن وجود هذه السلسلة بارتفاعها الشاهق والذي يصل إلى 3000 م فوق سطح البحر مميزا إياها بوجود أعلى قمة في السلطنة يجعلها أيضا بيئة مناسبة لتكون السحب وبالتالي هطول الأمطار وهي بذلك تعتبر القاسم المائي الرئيسي بين المناطق الشمالية والجنوبية المتاخمة. بالإضافة إلى ذلك تتميز جبال الحجر هذه بالكثير من التشققات والتكهفات والفوالق والتي عادة ما تكون بيئة مناسبة لتخزين المياه جريانه لتغذية الخزانات الجوفية المتاخمة. سيتناول هذه البحث التركيبة الجيولوجية المتميزة لولاية الحمراء والعمليات التي شكلتها بهذه الصورة وكذلك أثر هذه المكونات الجيولوجية على وجود الثروة المائية بشكل خاص والثروات الأخرى وتوضيح كيف أن هذا المكونات كانت ولا تزال أحد أهم مقومات الحياة للإنسان منذ قديم الزمن وإلى الوقت الحاضر.